دمشق – الأحد 22 يونيو 2025
شهدت العاصمة السورية دمشق مساء الأحد تفجيرًا إرهابيًا مأساويًا استهدف كنيسة مار إلياس الواقعة في حي الدويلعة، أحد الأحياء المسيحية التاريخية في المدينة. وأسفر الهجوم عن مقتل 21 شخصًا على الأقل، بالإضافة إلى إصابة 52 آخرين، بعضهم في حالات حرجة، وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة الصحة السورية.
📍 خلفية الحدث
وقع الانفجار أثناء قدّاس مسائي حضره عشرات المصلين من أبناء الحي. وتشير المعلومات الأولية إلى أن المنفّذ دخل الكنيسة متخفيًا بين الحضور، وبدأ بإطلاق النار عشوائيًا داخل القاعة قبل أن يفجّر حزامًا ناسفًا كان يرتديه، مما تسبب في وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى.
وأكّدت وزارة الداخلية السورية أن الهجوم يحمل بصمات تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث تم العثور على بقايا الحزام الناسف وبعض الوثائق التي تشير إلى هوية المهاجم، وهو شاب في العشرينات تسلل إلى العاصمة مؤخرًا عبر مناطق غير خاضعة لسيطرة الدولة.
🚑 حصيلة الضحايا والجرحى
قال الدكتور محمد يوسف، المتحدث باسم وزارة الصحة السورية، إن عدد الضحايا بلغ 21 قتيلًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بالإضافة إلى 52 مصابًا تم نقلهم إلى مستشفيات المجتهد، المواساة، والهلال الأحمر. وأضاف أن بعض الإصابات "خطرة جدًا"، ما يجعل من المرجح ارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات القادمة.
🔐 استنفار أمني وتحقيقات عاجلة
عقب التفجير، فرضت قوات الأمن طوقًا أمنيًا واسعًا حول الكنيسة ومحيط حي الدويلعة، فيما باشرت فرق مكافحة الإرهاب تحقيقاتها، مستعينة بتسجيلات الكاميرات وشهادات الناجين. وتم إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مكان الحادث، بينما تواصل الفرق الفنية جمع الأدلة وتحليل آثار الانفجار.
🗣️ ردود فعل واسعة النطاق
أثار الهجوم حالة من الصدمة والغضب في الشارع السوري، لا سيما أن هذه الحادثة تُعدّ أول تفجير دموي يستهدف كنيسة في دمشق منذ سنوات.
وأصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس في دمشق بيانًا أدانت فيه الحادثة، مشددة على أن "الإرهاب لن يكسر إرادة أبناء الوطن في العيش المشترك". كما أعربت عن تعازيها لأسر الضحايا ودعت إلى "تشديد الحماية الأمنية لدور العبادة".
وفي السياق ذاته، توالت الإدانات من دول عدة، أبرزها روسيا، فرنسا، اليونان، والأمم المتحدة، التي اعتبرت الهجوم "جريمة ضد الإنسانية".
⚠️ السياق الأمني
يأتي هذا الهجوم بعد أشهر من استقرار نسبي في العاصمة السورية، ويعيد التذكير بمخاطر التساهل في ضبط الأمن الداخلي. ويُخشى من أن يُشكل هذا الهجوم بداية لموجة جديدة من التفجيرات تستهدف الأقليات الدينية والمواقع الرمزية، خاصة في ظل تحذيرات دولية متكررة من تحركات مشبوهة لتنظيم داعش داخل سوريا.
🧭 خاتمة
يمثل تفجير كنيسة مار إلياس تطورًا خطيرًا في المشهد الأمني السوري، ويطرح أسئلة ملحة حول جاهزية المؤسسات الأمنية ومدى فعالية جهود مكافحة الإرهاب. في ظل هذا الحدث، تبرز الحاجة لتكاتف وطني لحماية النسيج المجتمعي الهش، وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث.